للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(فطلع علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد فرغنا من حفرته ووضعنا اللبن والماء عند القبر، وحفرنا له عند دار عقيل اليوم، وطلع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فوضعه عند قبره، ثم صلى عليه، فلقد رأيت من الناس ما ملأ البقيع) (١).

ولئن امتلأ البقيع بالناس فلقد زاحمهم فيه آخرون ليسوا من الناس .. جاؤوا كرامة لهذا المسافر الحبيب .. يشهدون توديعه والصلاة عليه ودفنه .. هبط من السماء سبعون ألف ملك فكانت الدنيا عرشًا يهتز .. وسماء مفتوحة .. وملائكة تهبط.

كل ذلك حدث من أجل ذلك الفارس الجسور .. والمؤمن الطهور .. المسافر بالقلوب .. سعد بن معاذ الأوسى الأنصاري ..

ها هو جابر الأنصاري يرى ويشاهد ويروي فيقول: (قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجنازة سعد بن معاذ بين أيديهم: اهتز لها عرش الرحمن) (٢) (اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ) (٣).

أما بعد دفنه رضي الله عنه فقد وقف - صلى الله عليه وسلم - يحدث أصحابه عن هذا الراقد .. الذي نحت الحب في قلوب المؤمنين .. ونحت العدل على جدران قريظة .. يحدثهم عما حدث له بعد دفنه فيقول:

(هذا العبد "الصالح" الذي تحرك له العرش، وفتحت له أبواب السموات، وشهده سبعون ألفًا من الملائكة، لم ينزلوا الأرض قبل ذلك،


(١) سنده صحيح رواه ابن سعد (٣/ ٤٢٤) أخبرنا عفان ويحيى وأبو الوليد الطيالسي، أخبرنا شعبة أنبأني سعد بن إبراهيم: سمعت أبا أمامة بن سهل بن حنيف يحدث عن أبى سعيد .. شعبة إمام وسعد تابعي ثقة من رجال الشيخين (التقريب-١/ ٢٨٦) وأبو أمامة صحابى.
(٢) حديث صحيح رواه مسلم - فضائل سعد بن معاذ.
(٣) حديث صحيح رواه مسلم - فضائل سعد بن معاذ.

<<  <  ج: ص:  >  >>