للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لقد ضم ضمة ثم فرج عنه) (١) وهى ليست ضمة عذاب إنما هي ضغطة القبر وضمته و (لو نجا أحد من ضمة القبر لنجا منها سعد) (٢) وهى من الآلام التي تمر بالمؤمن وغيره .. مثل ألم خروج الروح .. وألم القيام من القبر .. وألم الموقف والورود على النار لكنها تخفف على المؤمن النقي .. وتشدد أحيانًا حتى يتطهر من بقية ذنوبه .. فينجو برحمة الله من النار أعاذنا الله منها ..

ودع -صلى الله عليه وسلم- سعدًا وبشر أحبابه بأنه من أهل الجنة .. ثم انصرف وهو مثقل بالحزن .. وانصرف الصحابة بقلوب حزينة وعيون تذرف الدموع على سعد .. وذكريات سعد .. بكى المهاجرون والأنصار .. وغمر طوفان الحزن الأوس على سيدهم .. ومرت الأيام طويلة وثقيلة على أم سعد .. وعلى أهل بيت سعد ..

كان سيفًا لا يفل على الباطل .. في كل وقت .. وفي كل مكان .. ومن مثل سعد .. وهو الذي سافر إلى مكة معتمرًا .. وهناك وحول الكعبة كاد يفتك بأبي جهل .. ولما حاول منعه أمية هدده بالموت ..


(١) سنده صحيح رواه ابن سعد (٣/ ٣٤٠) والنسائيُّ (٤/ ١٠٠) من طريق عبد الله بن إدريس، حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر .. وهذا إسناد كالذهب .. نافع مولى عبد الله بن عمر تابعى مشهور وثقة ثبت فقيه -التقريب (٢/ ٢٩٦) وعبيد الله ثقة ثبت قدمه أحمد على مالك في نافع، التقريب (١/ ٥٣٧) وعبد الله بن إدريس ثقة فقيه عابد من رجال الشيخين (٢/ ٤٠١).
(٢) سنده صحيح رواه عقبة بن مكرم (سير أعلام النبلاء- ١/ ٢٩١) حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم عن نافع عن صفية بنت أبي عبيد عن عائشة. وصفية تابعية ثقة (التقريب-٢/ ٦٠٢) ونافع مر معنا وسعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ثقة فاضل عابد (التقريب- ١/ ٢٨٦) وابن أبي عدي اسمه: محمَّد بن إبراهيم وهو ثقة: التقريب (٢/ ١٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>