للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يشير في الصلاة) (١) وتقول عائشة: إنها كانت تنام وأرجلها أمام النبي - صلى الله عليه وسلم - وتقول: (لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي وأنا معترضة بين يديه، فإذا أراد أن يسجد غمز رجلي فضممتها إليّ ثم يسجد) (٢).

إذا كان - صلى الله عليه وسلم - يفعل ذلك وهو في ساعات السلام .. في داخل بيته .. فحمل السلاح في ساحات الحرب والخوف أدعى وأكثر ضرورة .. فهم المشركون أن الصلاة ليست تسمرًا وتحنيطات للأعضاء بل هي خشوع لا ينافي الشعور بما يجري حول الإنسان ..

أدرك المشركون ذلك .. وكان - صلى الله عليه وسلم - أذكى مما تصوروا فقد بث عيونه ترصد الأرض المحيطة بالمؤمنين ..

أما خالد فقد انسحب إلى مكان يقال له: كراع الغميم .. وجاءت عيون النبي - صلى الله عليه وسلم - تخبره فقال لأصحابه:

(إن خالد بن الوليد بالغميم، في خيل لقريش طليعة فخذوا ذات اليمين فوالله ما شعر بهم خالد حتى إذا هم بقترة الجيش، فانطلق نذيرًا لقريش وسار النبي - صلى الله عليه وسلم -) (٣).

وسارت من حوله عيونه .. ثم جاءته أخبار خالد مرة أخرى فأمر بتغيير طريق السير .. كل ذلك لأنه لم يخرج للقتال بل خرج لزيارة بيت الله وأداء العمرة .. لكن قريشًا تبحث عن المتاعب .. بينما كان - صلى الله عليه وسلم - يتجنبها .. حتى لقد سلك طريقًا وعرًا شاقًا كي يتجنب مواجهة قريش .. وفي ذلك الطريق الوعر لاحت ثنية صعبة التجاوز .. لكن النبي - صلى الله عليه وسلم - بشر الصحابة أن:


(١) حديث صحيح - السابق (١/ ١٧٧).
(٢) حديث صحيح رواه البخاري وأبو داود واللفظ له (٧١٢).
(٣) حديث صحيح رواه البخاري (٢٧٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>