للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أدرك المشركون أن لا سبيل إلى المؤمنين حتى في الصلاة .. فالصلاة وإن كانت خشوعًا واتجاهًا إلى الله بكل المشاعر .. إلا أنها لا تعني التسمر فالنبي - صلى الله عليه وسلم - يفعل أشياء كثيرة أثناء صلاته .. فهو يحمل الحسن رضي الله عنه في صلاته .. وينزل إذا أراد الركوع ثم يحمله ثانية إذا أراد القيام (١) ..

وتقول عائشة رضي الله عنها: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي والباب عليه مغلق، فجئت، فاستفتحت، فمشى ففتح لي ثم رجع إلى مصلاه) (٢).

وكان - صلى الله عليه وسلم - يرد السلام وهو يصلى ولكن بالإشارة بالكف أو بالإصبع .. يقول صهيب الرومى رضي الله عنه:

(مررت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي، فسلمت عليه، فرده إشارة بإصبعه) (٣) وها هو يتدخل بين صلاته ليفك اشتباكًا بين طفلتين .. يقول أحد الصحابة رضي الله عنهم:

(جاءت جاريتان من بني عبد المطلب .. اقتتلتا، فأخذهما، ففرغ بينهما فنزع إحداهما من الأخرى) (٤) ويقول أنس رضي الله عنه: (إن


(١) مر معنا عند الحديث عن الحسن رضي الله عنه.
(٢) سنده صحيح رواه أبو داود (٩٢٢) وأحمدُ (٦/ ٣١) والترمذيُّ (٦٠١) والطبرانيُّ في الشاميين (١/ ٢٠٦) من طريق بشر بن المفضل حدثنا برد بن سنان عن الزهري عن عروة عن عائشة .. وبشر ثقة ثبت وبرد صدوق - التقريب (١/ ١٠١ - ٩٥).
(٣) سنده صحيح رواه أبو داود (٩٢٥) والنسائيُّ في الكبرى (١/ ١٩٣) من طريق بكير عن ابن عمر عن صهيب ورواه في الكبرى من طريق آخر أيضًا: الليث عن أبي الزبير عن جابر وهذا السند صحيح دون علة.
(٤) سنده صحيح رواه أبو داود (٧١٦) وابن حبان (٦/ ١٢٠) وابن خزيمة (٢/ ٤٧) وأبو يعلى (٥/ ١٣٣) من طريق منصور بن المعتمر عن الحكم عن يحيى بن الجزار عن أبي الصهباء عن ابن عباس. وأبو الصهباء ثقة وليس كما توحي ترجمته في التقريب فقد وثقه العجلى لفظيًا وأبو زرعة وجرحه غير مفسر.

<<  <  ج: ص:  >  >>