للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بينما تقول تلك الأميرة واسمها صفية بن حيي بن أخطب:

"كان رأسي في حجر ابن أبي حقيق وأنا نائمة فرأيت كأن قمرًا وقع في حجري فأخبرته بذلك [قلت لزوجي: إني رأيت فيما يرى النائم قمرًا وقع في حجري] فلطمني وقال: تمني ملك يثرب" (١) آلمتها تلك اللكمة .. وأحزنها ذلك التفسير لأنها تقول: "وما كان أبغض إلي من رسول الله .. قتل أبي" حيي بن أخطب. إذًا فهذان العروسان يحملان بغضًا شديدًا لهذا النبي القادم من ديار صفية .. من المدينة .. وهما يشتركان في حمل ثأر ثقيل ومرير .. أما النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو في طريقه إلى خيبر .. وقبل خروجه من المدينة توجه بحديثه إلى صاحبه الكريم أبي طلحة زوج أم سليم فـ"قال لأبي طلحة: التمس غلامًا من غلمانكم يخدمنى حتى أخرج من خيبر" (٢).

لم يجد أبو طلحة أنسب من أنس بن مالك ابن زوجته أم سليم رضي الله عنهم جميعًا .. استبشر أنس هذه الوظيفة - الشرف .. وحدث من حوله فقال: "فخرج بي أبو طلحة مردفي وأنا غلام راهقت الحلم فكنت أخدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا نزل" (٣).

كان ذلك المسير يهدف إلى تجفيف منابع الغدر المنحدر من أرض


(١) سنده صحيح رواه ابن حبان واللفظ له (١١/ ٦٠٧) والطبرانيُّ والزيادة له (٢٤/ ٦٧): من طريق الإِمام الثقة حماد بن سلمة عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر .. وعبيد الله ابن عمر بن حفص ثقة ثبت، من أوثق الناس رواية عن التابعي الإِمام الثقة نافع مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب .. انظر التقريب (١/ ٥٣٧) ورواه أيضًا البيهقي في الكبرى (٩/ ١٣٧) والشيباني في الآحاد والمثاني (٥/ ٤٤١) (٤١٤).
(٢) صحيح مسلم ٢ - ٩٩٣.
(٣) صحيح مسلم ٢ - ٩٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>