للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال: "قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله فإذا فعلوا فقد منعوا منى دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله") (١).

كل هذا التجاوز .. وكل هذه الأجواء الرحبة مفتوحة لليهود .. سيتم التغاضي عن خياناتهم وغدرهم يوم الأحزاب وقبله مقابل ماذا؟

مقابل الدخول في دين الله وعبادته وحده .. فالهدف ليس تطهير حصون خيبر وأرضها .. بل تطهير قلوب ساكنيها من الكفر الذي حول حياتهم وسلوكياتهم إلى خيوط وعقد من المؤامرات السوداء التي تخنق الأمن والأنفاس .. لم يعرض النبي - صلى الله عليه وسلم - عليهم دفع فدية .. هو الإِسلام أو عقوبة الخيانة .. وبالإِسلام يحتفظون بأموالهم ودمائهم وديارهم .. لكنهم يهود.

أما علي المتوجه كالصاعقة نحوهم فقد قدم له النبي - صلى الله عليه وسلم - ولأتباعه كلمات كالمطر .. قال - صلى الله عليه وسلم - لعلي: "انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم .. ثم ادعهم إلى الإِسلام .. وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه .. فوالله لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من حمر النعم" (٢).

قدَّم - صلى الله عليه وسلم - تلك النصائح لأنه لا يأس مع الدعوة إلى الله .. ولو كنت تخاطب خائنًا حاقدًا متطويًا داخل حصون خيبر ..

انطلق علي حاملًا رايته .. وحاملًا أملًا بدخول هؤلاء القوم في دين الله .. ولما نزل بساحتهم .. دعاهم إلى الإِسلام كما أمر .. لكنه جوبه


(١) صحيح مسلم ٤ - ١٨٧١ والزيادة صحيحة وهي في ابن حبان ١٥ - ٣٧٩ إبراهيم بن الحجاج السامي حدثنا حماد بن سلمة عن بقية سند مسلم وهذا السند صحيح. إبراهيم وحماد ثقتان.
(٢) صحيح البخاري ٣ - ١٠٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>