الإِسلام بهذه المقاييس .. فلا بد أن يقدم مشروعًا يتضمن حلول الحاضر والمستقبل مهما بلغت البشرية من المدنية أو التحضر والرقي .. خيبر اليوم هي إحدى نقاط الانطلاق نحو العالم .. نحو مشاكل العالم والإنسانية ..
في خيبر لم يعد الإِسلام مأخوذًا بالتطهير الفكري والعقائدي فقط .. في خيبر أبحر الإِسلام إلى جزر عذراء وأراض جديدة .. يقدم للبشرية مشروعه الجميل .. ليكون للحياة طعم جميل ونظيف .. ليكون للإنسان غذاء نقي ونظيف.
في خيبر قدم - صلى الله عليه وسلم - قائمة ببعض الممنوعات من الأطعمة والممارسات .. ممنوعات تجعل صحة المسلم وحياته أكثر إشراقًا ونظافة .. يقول جابر رضي الله عنه:
"لما كان يوم خيبر أصاب الناس مجاعه فأخذوا الحمر الإنسية فذبحوها وملؤوا منها القدور فبلغ ذلك نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فأمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكفأنا القدور فقال: إن الله عَزَّ وَجَلَّ سيأتيكم برزق هو أحل لكم من ذا وأطيب من ذا، فكفأنا يومئذ القدور وهي تغلي فحرم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ الحمر الإنسية ولحوم البغال وكل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطيور وحرم المجثمة والخلسة والنهبة"(١). وقال أبو ثعلبة
(١) حديثٌ حسنٌ ورجاله ثقات وسنده ضعيف: رواه الإِمام أحمد (٣ - ٣٢٣) حدثنا عبد الله حدثني أبي، ثنا هاشم بن القاسم ثنا عكرمة يعني ابن عمار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله .. وسنده ضعيفٌ نظرًا لاضطراب رواية عكرمة عن يحيى - التقريب (١/ ٣٠) لكن للحديث طرق أخرى عند أحمد (٤/ ١٩٤) والطبرانيُّ في الكبير (٢٢/ ٢١٦) ومسند الشاميين (٢/ ١٨٣) وهو الحديث التالي: عن بقية عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه وهو ما بعده ولألفاظ الحديث شواهد صحيحة متفرقة.