الخشني رضي الله عنه:"غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيبر والناس جياع فوجدنا منها حمرًا من حمر الأنس فذبح الناس منها فحدث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمر عبد الرحمن بن عوف فأذن في الناس: إن لحوم الحمر الإنسية لا تحل لمن شهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فكفأوا القدور بما فيها ووجدوا في جوانبها بصلًا وثومًا فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أكل من هذه الشجرة فلا يقربنا وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا تحل النهبة ولا كل ذي ناب من السباع ولا تحل المجثمة"(١). من تأمل قائمة الممنوعات تلك يجدها بوابة لكثير من المتاعب الصحية .. لا سيما مع تمدن البشرية القادم وتكاثرها السريع. مما يجعل التأكيد على نقاء الطعام وسلامته أمرًا لا يقبل التهاون .. بل إن الطب ينصح بالاستغناء عن قائمة طويلة من الأطعمة الطيبة إرضاءً للصحة .. فكيف إذا كانت هذه الأطعمة تشتمل على الحمار والبغل اللذين لا يباليان بما يدخل أجوافهما من المزابل وغيرها .. أو الحيوانات المفترسة التي لا تفرق عندما تجوع بين الجيفة وغيرها .. مما يجعلها جميعًا مستودعًا للأوبئة المجهولة والخطيرة .. أما المجثمة ففى تحريم أكلها احترام لحقوق الحيوان في وقت كان العالم لا يرى للحيوان حقوقًا .. حرم الإِسلام المجثمة التي يتسلى الجهلة بربطها وجعلها هدفًا للتدريب على الرماية حتى الموت ولو كانوا يدعون أنهم سيأكلونها في النهاية .. ويدخل في المجثمة تلك الثيران التي يتسلى النصارى بتعذيبها ومصارعتها وتمزيق جسدها بالرماح والسيوف .. فالغاية لا تبرر الوسيلة في الإِسلام .. أما النهب والسلب فمن الجرائم الكبيرة التي تنتهك خصوصيات الناس وأموالهم .. وهي أشياء لا يجوز المساس بها مهما كانت الأسباب ..