أنا أجره .. فقيل له إنه عبد مملوك فأمر لي بشيء من خرثى المتاع .. وعرضت عليه رقية كنت أرقى بها المجانين في الجاهلية قال: اطرح منها كذا وكذا وارق بما بقى" (١) فالرقية علاج .. والعلاج لا يجوز إلا بأشياء مباحة .. فقد حرم الإِسلام أي علاج يؤدي إلى ضرر في العقيدة
أو في الصحة .. وفي حالة كون الرقية أدعية وتعاويذ فقط .. يكون الأمر أخطر على العقيدة التي من أجلها بعث كل الرسل .. لأن تأثير تلك الرقية غير منظور ولا يخضع لتجارب المعامل .. ولا يتكون نتيجة تفاعل كيميائي مدروس .. في هذه الحالة يكون الشفاء أشبه بالمعجزة .. عندها يتعلق المريض الجاهل بصاحب الرقية مثل تعلق الغريق بأي شيء مهما كان ضعيفًا .. وعندما تصل الأمور إلى هذه المسافة .. تنفتح بوابات الجهل للخيال المريض .. ويبدأ التعلق بالأسباب لا بخالق الأسباب سبحانه .. ويجد الساحر والمشعوذ ألف طريق للتعشيش في مخيلة السذج والبسطاء .. فتنصب خيام الشرك من جديد باسم الرقية والعلاج .. ذلك الرقيق الجميل لم يمنعه رقه أن يحتاط لدينه وأن يسأل عن كل درهم يدخل جيبه .. وكل كلمة يتفوه بها .. رقيق آخر غفل عن هذا المنهج للحظات فماذا كانت النتيجة .. حدث ذلك أثناء توزيع الغنائم حيث امتدت يد خادم جديد لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعى: مدعم إلى قطعة قماش من الغنائم .. فاستلها ثم أخفاها مع أمتعته الشخصية .. أي أنه غلها دون إذن من قائده النبي - صلى الله عليه وسلم - ..
أما نتيجة هذا العمل البسيط في نظر أناس فسنعرفها بعد قليل ..
(١) أحمد ٥ - ٢٢٣ من طريق عبد الرحمن بن إسحاق عن محمد بن زيد بن المهاجر عن عمير مولى أبي اللحم.