للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وإذا لم يجر الاسم بعد «ربما» بل وقع بعدها الجملة فـ «ما» كافة. ولا بأس بما قاله.

قال: ولا تجد من حروف الجر ما كفّ عن مجرور، إلا «ربّ»، وكاف التشبيه على أحد الوجهين في قولك: كن كما أنت. قال: وأكثر ما يكون الكف في الحروف الداخلة على الجمل المؤثرة فيها نحو: إن زيدا قائم، وليت عمرا خارج، وما زيد قائما، فإذا دخلت على «إن» وأخواتها «ما» كفتها عن العمل وكذلك «ما» إذا وقعت بعدها «إن» كفتها عن العمل (١). انتهى.

وما ذكره ابن هشام الخضراوي عن بعضهم أن «ما» في «ربما» بمنزلة «ما» في التعجب [٤/ ٣١] لكنها موصوفة كقولهم: مررت بما عجب لك. وما نقله عن أبي علي أن بعضهم جعل «ما» في قوله تعالى: فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ (٢)، وقوله تعالى: فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ * (٣) اسما بمنزلتها في التعجب وما بعدها بدل (٤)؛ لا معول عليه.

وأما ما حكاه - أعني الخضراوي - أيضا عن ابن يسعون أنه حكم على «ما» في قوله: رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا (٥) أنها نكرة موصوفة أي: رب ودّ يوده الذين كفروا (٦)؛ فقد رده هو عليه بأنه باطل. قال: لأن «لو» تحتاج على هذا التقدير إلى جواب، ولا يكون إلا من جنس ما قبلها.

ولا يصح هنا، وإنما هي بمنزلة أن معمولة لما قبلها كقوله تعالى: وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (٧)، و [يَوْمَئِذٍ] يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا [وَعَصَوُا الرَّسُولَ] لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ (٨)، وكذا: وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ (٩).

وأما ما يليها من الجمل - أعني «ربّما» إذا كانت «ما» كافة - فقد تقدم ذكرها عن المغاربة أنهم كالمطبقين على أن «ربما» لا تليها الجمل الاسمية وأن هذا هو مذهب سيبويه؛ لقوله عند ذكر الحروف التي لا يليها إلا الفعل، ومن تلك الحروف -


- الأشموني (٢/ ٢٣١)، والمغني (ص ١٤٦)، والهمع (٢/ ٣٨). هذا، والبيت لعدي بن الرعلاء الغساني.
(١) ينظر التذييل (٤/ ٣٣، ٣٤) بغير نسبة له.
(٢) سورة آل عمران: ١٥٩.
(٣) سورة النساء: ١٥٥، وسورة المائدة: ١٣.
(٤) الأشموني (٢/ ٢٣٢).
(٥) سورة الحجر: ٢.
(٦) التذييل (٧/ ٧٦ أ).
(٧) سورة القلم: ٩.
(٨) سورة النساء: ٤٢.
(٩) سورة النساء: ١٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>