للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من الجنس الأول، وفي الوجه الأول لا يكون من جنسه، والاختيار في المستثنى بعده النصب.

إلا الفتى الصبار في ال ... نجدات والفرس الوقاح

قوله " إلا الفتى " ارتفع على أنه بدلٌ من التخيل، وهذا لغة تميم، ولغة سائر العرب النصب فيما كان استثناءً خارجاً وإن كان جائياً بعد النفي، لأن كونه ليس من الأول يبعد البدل فيه. والنصب كان جائزاً على كل وجهٍ. والنجدات: الشدائد. والصبر أصله الحبس، وفعالٌ بناء المبالغة، ولا يجوز أن يكون اسم الفاعل من صبر، لأن اسم الفاعل من صبر مصبرٌ. يقول: لكن لا يبقى لملابسة الحرب والصبر على شدائدها إلا الفتى الحسن الثبات في الكرائه، والفرس الصلبة على الجراء. ويقال فرسٌ وقاحٌ، وحافرٌ وقاحٌ، وهو وقح الوجه؛ ومصدره القحة.

والنثرة الحصداء وال ... بيض المكلل والرماح

عدد الآلات التي يحتاج إليها الفتى الصبار في النجدات عند مراس الحرب، ودفاع الشر. فالنثرة: الدرع الواسعة المحكمة السرد، ويقال فيها النثلة باللام أيضاً. والحصداء: الجدلاء، ومصدره الحصد. يقال حصد يحصد حصداً، وأحصدته وهو محصدٌ. يقال ذلك في الأوتاد والحبال والدروع إذا أحكمت وفتلت. ويقال هو حصيدٌ ومستحصدٌ أيضاً. وقوله " البيض المكلل " يعني بالمسامير، كأنها غشيت وسمرت. والمعنى إنما يبقى على صلاء الحرب ومزاولتها من كان في نفسه يرجع إلى قوةٍ وجلدٍ، ومن صبره يعتمد على أبلغ أمدٍ، ومن سلاحه يثق بأتم عددٍ. ولم يصف الرماح، ويعني أقومها لا محالة.

والكر بعد الفر إذ ... كره التقدم والنطاح

بين ما يحتاج إليه الصبار من الأفعال في الحرب، كما بين الآلات التي من شرطه استصحابها فكأنه قال: ويبقى لجاحمها الكر بعد الفر في وقتٍ يكره فيه الإقدام والتقدم، والنطاح والتجرد. ويعضهم يروي هذا البيت في غير هذا الموضع، والصواب هذا الترتيب. وجعل النطاح بين الكباش مثلاً للمبالطة بين الفرسان.

وتساقط التنواط وال ... ذنبات إذ جهد الفضاح

<<  <   >  >>