على مساعدتك، والدخول تحت طاعتك في كل ما يعن ويعرض لك، بمنزلة يدك اليمنى، فانظر من بعد من تعتاض منه، وعلى من تعول إذا صارمته. وانتصب (أي كف) ب (تبدل) . وقوله (ليعقب يوماً منك آخر) يجوز أن يكون من قولهم أعقب هذا ذاك، أي صار مكانه، ويكون المعنى: ليصير مكان يوم من أيامك مذموم يوم آخر منها مقبل محمود. وهذا حسن. ويجوز أن يكون أعقب غير متعد، بيعقب، ويكون قوله يوماً منك ظرفاً. والمعنى: ليصير ما يقبل من أمرك يوماً ذا عاقبة محمودة. ويجوز أن يكون من أعقب فلان عزا، أي أبدل، ويكون المعنى: ليعقبنا يوماً منك محموداً أمر آخر مؤتنف. ورأيت من يرويه:(ليعقب يوماً منك آخر) بفتح الياء، ويكون من قولهم عقب فلان فلاناً إذا خلفه، وهما عقيبان، وقد اعتقبا ةتعاقبا. ويكون المعنى: ليخلف يوماً منك يوم آخر مقبل.
وفي الناس إن رئت حبالك واصل ... وفي الأرض عد دار القلى متحول
إذا أنت لم تنصف أخاك وجدته ... على شرف الهجران إن كان يعقل
ويركب حد السيف من أن تضيمه ... إذا لم يكن عن شفرة السيف مزحل
قوله (وفي الناس إن رثت حبالك واصل) إظهار للزهد في وداده إذالم يستقم معه. ويقال: رث الثوب يرث رثوثاً ورثاثة. وقال أبو زيد وأبو عبيدة: رث المتاع وأرث جميعاً. وأنشد لعدي:
أرث جديد الوصل من أم معبد
وفي طريقة ما قاله لبيد:
واحب المجامل بالجزيل وصرمه ... باق إذا ضلعت وزاغ قوامها
وقول أوس:
وإن قال لي ماذا ترى يستشيرني ... يجدنب ابن عم مخلط الأمر مزيلا