علماء، منهم الإمام عمدة الأنام، العالم التقي، والعامل النقي، المرشد إلى الله، والمعتمد على ملاه، الشيخ عبد العليم السنهوري نسبة إلى سنهور بلدة بالفيوم، ومنهم الهمام العلامة، والإمام الفهامة، الورع الزاهد، والناجح العابد، الشيخ محمد الشنويهي المدفون ببلدة شنويه من أعمال القليوبية وأخذ عن غيرهما من السادة الأعلام والقادة الكرام، وأجازوه بكل ما تجوز لهم روايته، وتعزى إليهم درايته، وكتبوا له خطوطهم، وقد شهدوا له بالكمال، وأنه من الأفاضل ذوي الرفعة والإجلال. ثم بعد تضلعه من العلوم، وتمكنه من تحقق المنطوق والمفهوم، رجع إلى بلدته القايات لإرشاد أهلها، وإبعادها عن جهلها، ونصرة الدين، وإرشاد الواردين والقاصدين، وزجر العصاة والمفسدين، فبذل جهده في العبادة والتقوى، وانتهت إليه في تلك الأماكن رئاسة العلم والإرشاد والفتوى، وسلك أحسن المسالك في الإرشاد، وعمر أماكن العبادة وشاد، وأقبل عليه الناس من كل جانب، وامتثلوا أمره امتثال الفرض والواجب، ومع كونه مطبوعاً على اللطف والجمال، كان كل من رآه ينظر إليه بعين الهيبة والإجلال، وكان شديد الغيرة إذا انتهكت المحارم، فلا تأخذه في الله لومة لائم، متمسكاً بالتقوى، والسبب الأقوى، ثم أنه اجتمع بقطب زمانه، وفرد وقته وأوانه، الولي الأمي، والعالم العامل اللدني، الشريف الصمداني، واللطيف الرباني، العارف بالله سيدي إبراهيم الشلتامي العمراني، فطلب منه الطريق فدله على أستاذه عبد العليم فرحل إليه في الحال، وطلب منه أن يتكرم عليه بطريق السادة ذوي الكمال، فلقنه الذكر وأمره بالتردد على الأستاذ الشلتامي لتقارب بلديهما فجد واجتهد، إلى أن حصل له الفتح والمدد، في مدة يسيرة وبرهة قصيرة، ثم أذن له بالتلقين، وإرشاد المريدين، فاشتهرت الطريق به الشهرة التامة، وحصلت منه الهداية العامة، وظهرت كراماته، وبهرت إشاراته، وكان في الكرم بحراً، وفي العلم والفضائل حبراً،