اللدي وغيرهم، ومهر ونبل وتفوق، وأخذ عن والده الطريقة القادرية، وجلس بعد موته على سجادة المشيخة وأقام الأذكار وأجاد في الإرشاد، وانتفع به الحاضر والباد، وكان يختلي في الصالحية كل سنة أربعين يوماً ومعه جماعة كثيرون. وكان كثير الإفادة والوعظ والتدريس في الجامع الأموي بحلب، مكان والده وجده على الكرسي الموضوع تجاه مقام سيدنا زكريا، وسمع منه الجم الغفير وحضره كثير من الناس، وأفاد واشتغل عليه الناس بالأخذ في داره، وأخذ عنه الطريق كثير من الناس من حلب وأطرافها وانتفعوا، وعلا قدره عند الحكام والأعيان، وأظهروا له الانقياد والإذعان، ونفذت كلمته، وقبلت شفاعته، وفاق فضله على أبيه وجده، وكان لطيفاً مهاباً لين العشرة حسن المذاكرة، قوي الحافظة في الآثار والسنن، وافر العبادة والتنقل والذكر، ومن جملة من أخذ عنه محمد خليل أفندي المرادي مفتي دمشق الشام، وأجازه إجازة عامة في حلب سنة ألف ومائتين وخمس، وفي سنتها خرج المترجم إلى الحجاز ورجع إلى بلده، ولم يزل على ما كان عليه من الدأب على العلم والعبادة والذكر والمذاكرة والإرشاد، إلى أن توفي خامس شهر رمضان سنة ثماني عشرة ومائتين وألف رحمه الله تعالى.
الشيخ إسماعيل بن محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن ابن محمد بن محمد بن محمد الأريحاوي الشافعي الشهير بالعاري
أبو الفدا صلاح الدين الكاتب الصالح الدين، البركة الفقيه النبيه. ولد بأريحا ليلة الجمعة السابع والعشرين من ربيع الثاني سنة أربع وثلاثين ومائة وألف، وقرأ على والده وجده البرهان المشهور المفتي وانتفع بهما، وأخذ الخط عن جده، وقرأ على عواد بن حسين العبسي السرجاوي وسمع منه حديث الرحمة المسلسل بالأولية وبقية مسلسلات ابن عقيلة المكي