وأخذ عنه واستجازه، وسمع من لفظه حديث الرحمة المسلسل بالأولية، وهو أول حديث سمعه منه في المجلس الذي أجتمع به كما رأيت ذلك بخطه، وتوفي رحمه الله بعد ذلك بمدة قليلة.
[الشيخ مصطفى المعروف لدى أهالي الشام بالدرويش مصطفى]
العالم العامل، والكامل الفضائل، قد انفرد في عصره، وأجمع على تقدمه جميع أهل مصره، قد استوى على أوج المراتب العالية، واحتوى على أعلا الشمائل السامية، وكانت شيوخ دمشق الشام، تعترف له بالعلم والعمل ورفعة المقام، والزهد والورع والقناعة وعدم الطمع، ولم يزل يعلو مقامه ويزكو احترامه، إلى أن تم أجله وانقطع من الدنيا أمله، وذلك سنة ألف ومائتين وعشرين، ودفن بسفح قاسيون بين الأفاضل والصالحين، وقبره معروف يزوره ويتبرك به العلماء والأكابر، وإن كثيراً من أهل الشام، يقصده للزيارة وطلب المرام!!
[السيد مصطفى بن خليل الدمشقي الحنفي الشهير بقزيها، أمين فتوى الشام]
الإمام الذي فضائله أشهر من أن تذكر، وفرائده أجل من أن تحصى أو تحصر، اشتغل بطلب العلم وإتقان القرآن العزيز، من حين أن دخل في سن التمييز، وتفقه على العلماء والسادة الأعيان الفضلاء، كالشيخ سعيد