لنفسه على أنه الله، وهذا المعنى لا يتسع له شيء من المخلوقات سوى قلب الإنسان الكامل لأنه مظهر الذات، وما سواه فمظاهر الأفعال والأسماء والصفات، والإنسان الكامل ولو عرف أنه هو الله وتحقق بما تحقق به من الأسماء والصفات، فإنه لا يبلغ غاية الكنه الذاتي ولا يستوفيه بوجه من الوجوه، ولهذا قال الصديق الأكبر: العجز عن درك الإدراك إدراك، وقال سيد المقربين وخاتم المرسلين: لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك وقال تعالى " وما قدروا الله حق قدره " يعني المقربين والكمل المحققين من الأنبياء والمرسلين من دونهم من الأنبياء والصديقين وسائر عباد الله المؤمنين والكافرين، بل هو فرق ما عرفوه وقدره فوق ما قدروه ووراء ما دروه.
[فائدة]
في معنى " لا إله إلا الله " ليكون السالك عند قولها ملاحظاً لذلك، أي لا مستغن عن كل ما سواه ومفتقر إليه كل ما عداه، إلا الله تعالى، ولا شك عند العقلاء جميعاً أن الوجود الواحد الحق مستغن عن كل ما سواه من صور العالم ومقاديرها، وتعينات أرواحهم ونفوسهم، وأشباحهم وجميع أحوالهم، لأنه الوجود المطلق حتى عن قيد الإطلاق، وجميع العوالم مفتقرة إليه لتظهر به وتتعين فيما هي متعينة به، وهذا معنى وحدة الوجود وهو معنى الكلمة الطيبة.
[عائدة]
لا بد للمريد السالك إن كان مراده الوصول، إلى مراتب أهل الحصول،