توفي رضي الله عنه في اليوم السابع والعشرين من شهر شعبان المعظم سنة أربع وخمسين ومائتين وألف، وصلى عليه الفاضل المقدام، والعالم الهمام الشيخ سعيد الحلبي وحضر جنازته عدد لا يحصر ولا يحصى، ولا يعلم ولا يستقصى، ودفن بتربة باب الصغير، وكان قد أوصى قبل موته أن يكتب على ضريحه البيتان المنسوبان للإمام الشافعي قدس الله سره، وهما:
ولما دنا عمري وضاقت مذاهبي ... جعلت رجائي نحو عفوك سلما
تعاظمني ذنبي فلما قرنته ... بعفوك رب كان عفوك أعظما
[الشيخ عمر أفندي الديار باكرلي والد طاهر أفندي مفتي دمشق الشام]
إمام العلوم العربية وعلامها، والمنشورة به في الخافقين أعلامها، منهج السالك، لأرقى المسالك، وملهج البيان، في بديع التبيان، خطيب منير المعقول والمنقول، وكعبة طواف حجاج بيت المعاني والأصول، العابد الورع الزاهد، وعموم الناس له ما بين شاكر وحامد، خاتمة المحققين، ونخبة المدققين دليل أهل الفضل واليقين، إلى الزهد والصلاح، والتقوى التي أشرق نورها في أسرة وجهه ولاح، وله إلمام بالمعقول وافر، طلع في المنقول بأفق بدره السافر، وكان لا يجيل ذهنه وفكره، في غير مسائل العلم التي خلدت في صحائف الأيام ذكره، توفي رحمه الله نهار الأحد في ثامن رجب الفرد سنة ثلاث وستين ومائتين وألف ودفن في مقبرة الدحداح.
[الشيخ عمر بن السبيعي الشافعي الأشعري الدمشقي]
كان رجلاً من أهل العبادة، والطاعة والزهادة، كثير الصيام، مواظباً على التهجد والقيام، له شغف بتلاوة القرآن، والأذكار الواردة