يملي الدروس بجامع المشهد الحسيني بين المغرب والعشا على جمع من مجاوري الأزهر، والعامة تجتمع لسماع قراءته أفواجاً في ذلك الوقت، فقرأ: الشمائل والمواهب والجلالين، ولم يزل على حالته حتى توفي ثاني عشر ذي الحجة سنة تسع وعشرين ومائتين وألف رحمه الله تعالى.
[الشيخ عبد الرحمن بن الشيخ محمد الدمشقي الشهير بالحفار]
العالم الفقيه، والكامل النبيه، الحسن السيرة والصافي السريرة، له مشاركة في العلوم، وله في الناس قدر مشهور معلوم، وكان له حصة مع الحفارين في تربة الدحداح، وكان يقري كثيراً من الطلبة في جامع التوبة. وللناس به اعتقاد عظيم وتعلق جسيم، وله درس عام حافل بين العشائين في الجامع المرقوم. وقرأ على الشيخ عبد الرحمن الكزبري وعلى الشيخ حامد العطار وعلى غيرهما من الشيوخ العلماء الكبار، وأجازوا له بالإجازة العامة لجودة ذهنه وحسن فهمه، حسب شهادة شيوخه له بتفوقه وتقدمه في عمله وعلمه، وحسن خلقه ولين جانبه وتقواه وعبادته، وورعه وزهده وخشوعه وخضوعه وتواضعه ولم يزل ينمو مقامه ويسمو إلى أن مرض في شهر شعبان مرضاً ثقيلاً ودام مرضه يزداد إلى أن توفي ثاني رمضان المبارك سنة ثمان وسبعين ومائتين وألف ودفن في تربة الدحداح.
[الشيخ عبد الرحمن بن محمد الكزبري الشافعي الدمشقي محدث الديار الشامية]
السيد الذي أشرقت شموس أفاضله في كل ناد، وفاضت بحار معارفه على صدور القصاد، وأفاد الطالبين بديع المعاني والبيان، وأروى المريدين بزلال الكمالات والعرفان. طلع من أفق المعارف هلالا، وأهل من ميقات المعالي إهلالا، فوصل طيبة العرفان، وسعى وطاف ببيت الفضل