الشيخ عبد المنعم بن شيخ الإسلام الشيخ أحمد العماوي المالكي الأزهري المصري
شيخ الإسلام والمسلمين، وعمدة الأعلام المتقدمين، ينبوع العلم والعرفان؛ المطبوع على الفضائل والإحسان، من افتخرت به الأفاضل وهرعت إليه الأكابر والأماثل، آخر طبقة الأشياخ من أهل القرن الثاني عشر، تفقه على الشيخ الزهار وغيره من أهل مذهبه المعتبر، وحضر الأشياخ المتقدمين كالدفري والحفي والصعيدي والشيخ سالم النفراوي والشيخ الصباع الإسكندري والشيخ فارس وأمثالهم من الموجودين، وانتفع الناس بعلمه الأنور، ولم يزل ملازماً لإقراء الدروس في الأزهر، مع العفة والديانة، والمروءة والصيانة، والانزواء عن الناس والرضى بحالته، والقناعة بما لم يشغله عن ديانته، ليس بيده من التعلقات الدنيوية سوى النظر على ضريح سيدي صفوة الأكابر، أبي السعود المعروف بأبي العشائر، ولم يتجرأ على الفتيا مع أهليته لذلك، وسلوكه في أحسن المسالك، ولم تمل نفسه لزخارف الدنيا وسفاسف الأمور، مع التجمل في الملبوس والمركوب وإظهار الغنى والحبور، وكان يصدع بالحق ولا يلتفت إلى مكابره ولا يتردد إلى بيوت الحكام والأكابر، إلا لضرورة داعية، فيدخل مع مروءة وهمة عالية، ولم يزل كذلك حتى دعاه الحمام، إلى دار السلام، وذلك ليلة الخميس حادي عشر ذي القعدة سنة ثلاث وعشرين ومائتين وألف وعاش أربعاً وثمانين سنة، وصلي عليه في الأزهر ودفن في تربة المجاورين.