تصديق ذلك من دار السلطنة العلية، وتردد المترجم إلى دار السلطنة مراراً، وقلد قضاء صنعاء خمس سنين آخرها شوال سنة ألف وثلاثمائة واثنتين. ثم جاء إلى مكة بأهله، وبعد أداء المناسك رجع إلى المدينة. وله مؤلفات جليلة، ومناقب جميلة، تشهد له بسمو مقامه، ونمو احترامه، أحسن الله إلينا وإليه اه.
[المرحوم السيد جعفر البيتي]
نابغة الأدب، الآتي من غرائب المحاسن بكل عجب، يملأ مسامعه بجذل وطرب، ويحلي أعطاف إفهامه بوشاح در وذهب، استكان له عصا الأدب وأطاعه، إذ رأى إحسانه له وإبداعه، مقلداً جيد أبكاره المصون، بمنظوم در بيانه المكنون، همام ألقت إليه الفصاحة مقاليدها، وملكته البلاغة طارفها وتليدها، فتصرف فيها بفكره الرصيف، وصرفها على وفق مراده بأحسن تصريف، فعنده من نوادر التحف كل آبدة، ومقيدة في صحف أفكاره كل شاردة، إن تكلم لم يترك كلاماً لغيره، وإن سار في طرق الإفادة فلله حسن سيره، كيف لا وهو خاتمة أهل الأدب بلا ريب، والمجمع على نزاهة تحريراته من الخلل والعيب، وتفننه في فنون العلوم، أمر ذائع معلوم، سلمت له في طول يده فيها كل أقرانه، وأقرت له بالفضل جهابذة أهل زمانه، فكم له من قطع إنشاءٍ كأنها قطع الروض الأزهر، أو قطع الشهب العنبر، مرقشة بنتف الأمثال، والتحف التي ليس لها مثال،