الشيخ محمد بن علي بن عبد الله بن أحمد المعروف بالشافعي المغربي التونسي نزيل مصر
العالم الفاضل والجهبذ الكامل، ولد بتونس سنة اثنتين وخمسين ومائة وألف، ونشأ في قراءة القرآن وطلب العلم، وقدم إلى مصر سنة إحدى وسبعين وجاور بالأزهر برواق المغارية، وحضر علماء العصر في الفقه والمعقولات، ولازم دروس الشيخ علي الصعيدي وأبي الحسن القلعي التونسي شيخ الرواق، وعاشر اللطفاء والنجباء من أهل مصر وتخلق بأخلاقهم، وطالع كتب التاريخ والأدب، وصار له ملكة في استحضار المناسبات الغريبة والنكات، وتزوج وتزيا بزي أولاد البلد وتحلى بذوقهم، ونظم الشعر الحسن، فمن ذلك ما أنشدني لنفسه يمدح الرسول صلى الله عليه وسلم:
هذا الحمى وعبيره المتعطر ... فعلام دمعك من جفونك يمطر
وأنخ مطاياك التي أوصلتها ... إدلاجها بهجيرها إذ تعسر
فلكم قطعت بها بساط مفاوز ... ونقطت أسطره التي تتعذر
ودفعتها في كل حزن شامخ ... سامي السرى عنه البزاة تقصر
حتى أتت بك قبر أفضل مرسل ... فلها عليك فضائل لا تنكر
عين العناية مهبط الوحي الذي ... جاءت به الرسل الكرام تبشر
ومنها
ما نال معجزة نبي غيره ... إلا به فهو النبي الأكرم
أدناه بالمعراج خالقه إلى ... حيث الأمين يقول: زد وأقصر