[الشيخ علي أفندي بن أبي الفضائل الشيخ علي أفندي العمري الفاروق]
كان عالماً أديباً وشاعراً لبيباً، وفاضلاً إماماً وسيداً هماماً.
ولد سنة ثمانين ومائة وألف، قال السيد عبد الباقي أفندي العمري: لما حاولت الاطلاع في أثناء مطالعتي بعد إمعان النظر وأعمال الفكر، بكتاب الروض النضر، في ترجمة أدباء العصر، المنسوب لحضرة عم والدي المرحوم عثمان عصام أفندي الدفتري بن أبي الفضائل علي أفندي العمري، على ما يعجبني فيطربني، فما وقفت على أجمل وأحسن وألطف وأرق وأجزل وأبلغ وأفخم وأدق من هذه المقطوعات العلية الشان، عند أرباب هذا الشان، التي ذكرها في ترجمة صنوه وشقيقه المبرور، علي أفندي سليل المذكور أبي الفضائل، فما ترك بها قولاً لقائل وهي قوله:
طرة النهر سرحتها النسائم ... وعلت منبر الغصون الحمائم
ساجلتها بلابل الدوح حتى ... شق ورد الربا جيوب الكمائم
ما ترى الشرق سل مرهف فجر ... فقد تعرى براحة الأفق قائم
وساطا في الظلام حتى تبدى ... فلقاً فالدماء فيه علائم
فاختلس فرصة الزمان بروض ... يضحك الزهر من بكاء الغمائم
وتنبه لساعة الأنس وانهب ... صفوة العيش واطرح كل لائم
واجتلي كأس مبسم من غزال ... بابلي اللحاظ حلو ملائم
مائس العطف كلما راح يخطو ... وده الصب فوق جفنيه دائم
ذي دلال تمهد الحسن حتى ... قلدته زهر النجوم التمائم
نفثت مقلتاه سحراً فأمسى ... كل صب محلول عقد العزائم
وعلى غصن قده كم تمنى ... طائر القلب لو غدا فيه حائم
جال ماء الجمال في روض خد ... فيه إنسان مقلتي ظل عائم