للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

آخر شوال فكان المترجم لوكالة الإمارة خير أمين، ولم يزل إلى أن شرف أخوه عون الرفيق باشا من الدار العلية، فاستوى من إمارة الحجاز على سدتها السنية، وفي أواخر ربيع الأول سنة ثلاثمائة وألف، عاد سيدنا المترجم إلى دار السعادة بكل تكريم ولطف، فعينه مولانا أمير المؤمنين السلطان عبد الحميد خان، عضواً في شورى الدولة مع توجيه الوزارة ذات القدر والشان، وهو بحمد الله لم يزل عالي القدر، رفيع المرتبة عميم الشهرة والذكر، وافر العلم والعمل، نائلاً من الرغائب كل مرام وأمل. وفي سنة ألف وثلاثمائة وسبع في ذي القعدة الحرام، حينما توجهت لدار السعادة دار العز والاحترام، تشرفت بالحضور لديه، والمثول بين يديه، فأفرغ علي حلة سروره، وقابلني ببشره وحبوره، وأنالني من إقباله فوق ما يتعلق به الأمل، وأولاني من أفضاله والتفاته ما ألبسني ثوب الخجل، وحباني من رعايته ما أغرقني ببحر فضله، ولا غرو إن الشيء لا يستكثر على أهله.

الأمير عبد الله باشا فكري بن الأمير محمد أفندي بليغ بن الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد المصري رحمهم الله تعالى أجمعين

هذا الأمير حيا الرضوان منه تلك الشيم، وعامله بالمن والإحسان والجود والكرم، إن لم يكن فوق أبي تمام، فهو نظيره في النثر والنظام، وإن كل ناطق بلسان، وعارف بحسن واستحسان، مجمع على

<<  <   >  >>