من رفع الله في الأنام قدره مولانا الشيخ خالد شيخ الحضرة، فاستفاد وأفاد وسما قدره وساد، ولم يزل في عبادة وتقوى وزهادة، إلى أن زهد في الدنيا واختار عليها الأخرى، وذلك في ألف ومائتين ونيف وعشرين.
الشيخ محمد بن قسيم السنندجي الشافعي الأشعري ترجمه الشيخ أسعد عثمان سند فقال:
العالم الذي علت في العلوم قدمه، وزان بقلب تدقيقه من الدرس معصمه، نادرة الزمان وحسنته وبهجة صباحه وغرته، جقمينية وقوشجية عطر فنائه ونديه، مبدي خفيات إشاراته يتحقيقاته وتدقيقاته، إذا قرر أذاق أرباً وإذا أشكل أمر توقد رأيا، الفلكي الذي حقق علوم الفلك وأزال عن وجود معانيها كل حلك:
سعى إلى العلم بالأفلاك مرتقيا ... لو لك يكن قمراً لم يسع في فلك
يا قطب علم رأينا من معارفه ... شمساً إذا طلعت لم تبق من حلك
سموت بالله نظاراً بطرف هدى ... قلباً من العلم كالإكليل للملك
نالت سنندج إذ تسمو بها شرفا ... يقول للشمس هذا الفخر ليس لك
الحقيق بالتصدير والحري على كل سيد وسري، الجاد في تحقيق المباحث العلمية، الشاد نطاق الفكر في خدمة الآثار المحمدية. لا غرو أن عُدّ ذكاء أفلاك المآثر السنية، جمع من العلم الزاخر عفة وبياض عرض وصفاء سرائر، ونشر من الإفادة ما كل لسان به دائر وروض كل جنان به ناضر:
أشار إلى البحوث فقلن أهلا ... بواحد عصره أدباً وفضلا
ومحيي سنة الهادي المقفى ... بتقرير أرانا الحزن سهلا