وقد تقدم أنه رضي الله عنه توفي ببغداد في الجانب الشرقي منها بمسجد دكاكين حبوب، وذلك سنة سبع وثمانين ومائتين وألف رضي الله عنه ونفعنا به في الدارين آمين.
الشيخ بدر الدين أبو النور عثمان بن سند النجدي الوائلي ثم البصري المالكي
هو السيد السند، والعلامة البطل الأوحد، خاتمة البلغاء، ونادرة النبغاء، من له في العلوم على اختلافها القدم الراسخ، ولا غرو فهو طود أعلامها الشامخ، كرع من نمير حياضها حتى ارتوى، وعرج إلى سماء المعالي وعلى عرش كمالها استوى:
مولى به كل الفضائل قد زهت ... وغدت تقاد إليه كالخدام
وفضله وعلو كماله لا يحتاج إلى تعريف، بل تنبىء ألسنة مؤلفاته الفائقة بحسن الترصيف والتوصيف. أخذ العلم ورواه عن مشايخ أجلاء، وجهابذة حكوا في السمو كواكب الجوزاء، منهم علامة العراق على الإطلاق، وفهامتها الموسوم بحسن الشمائل والأخلاق، الرحلة المرشد لكل فضيلة وهادي، الشيخ علي بن محمد السويدي البغدادي، ومنهم العلامة الأوحد، والجهبذ المفخم المفرد، المنلا محمد أسعد بن عبيد الله بن صبغة الله الحيدري الماوراني، مفتي الحنفية والشافعية، بدار السلام المحمية، ومنهم العلامة المفضال، زين أرباب المعارف والكمال، السيد زين العابدين جمل الليل المدني، فإنه لازمه حين ورد إلى بغداد والبصرة في دروس الحديث وغيرها، وأجازه بمروياته كلها، وحرر له إجازة لطيفة فيها بيت من نظمه وهو قوله: