ولم يظهر الالتفات لما يعانونه أصلاً حتى غلب عليهم بحلمه وحسن مسايرته، حتى أنه لما توفي المترجم ورجع إليه تدريس الصلاحية لم يباشر التصدر في الوظيفة، بل قرر فيها تلميذه العلامة الشيخ مصطفى الصاوي، وأجلسه وحضر افتتاحه فيها، وذلك من حسن الرأي وجود السياسة. توفي المترجم ثاني عشر شوال سنة إحدى ومائتين وألف، وصلي عليه بالأزهر في مشهد حافل ودفن بالمجاورين رحمه الله تعالى.
[الشيخ محمد كاظم الأزري البغدادي]
أديب زمانه ولبيب وقته وأوانه. ولد سنة ألف ومائة وخمسين ومهر في علوم الأدب، ودلس من معرفته على أوج الرتب، وتوفي سنة ألف ومائتين وثلاثين ومن قوله:
أي عذر لمن رآك ولاما ... عميت عنك عينه أم تعامى
أو لم ينظر اللواحظ تهدي ... سقما والشفاه تشفي السقاما
لا هنيئاً ولا مريئاً لقوم ... شربوا من سوى لماك مداما
أتراهم توهموها عصيراً ... من محياك حين شبت ضراما
ما لمن يترك السلافة في في ... ك حلالاً ويستحل الحراما
إن للناس حول خديك حوما ... كالفراش الذي على النار حاما
بأبي أنت من خليل ملول ... لم يدم عهده إذا الظل داما
لك خد ومبسم علم الور ... د ابتهاجاً والأقحوان ابتساما
أي وعينيك ما المدام مدام ... يوم تجفو ولا الندام نداما
لا تقسني بالورق يا غصن إني ... أنا من علم النواح الحماما
أيها الريم ما ذكرتك إلا ... واحتقرت الأقمار والآراما
لست أدري والصدق بالحر أحرى ... إضراماً قد شب لي أم غراما
إن تصلني فصل وإلا فعدني ... ربما علل السراب الأواما