من هو محدث فاضل، متورع زاهد عابد كامل، قد افتخر بهم مصرهم على الأمصار، وتاه بهم عصرهم على غابر الأعصار.
ولد رحمه الله سنة ألف ومائتين وإحدى وعشرين، ونشأ من أول عمره على الطاعة والدين، ناهجاً منهج والده الهمام، إلى أن صار معدوداً من أفراد العلماء الأعلام، وبعد وفاة والده جلس في مكانه تحت قبة النسر، يقرأ صحيح الإمام البخاري في شهر رجب وشعبان ورمضان كل يوم بعد العصر، ولم يزل مثابراً على ذلك، سالكاً أعلى المناهج والمسالك، إلى أن سقته المنية كأس الحمام، وجرحت بفقده قلوب أهالي الشام، وذلك سنة ألف ومائتين وخمس وستين ودفن بتربة باب الصغير، رحمة الله تعالى عليه.
[الشيخ عبد الله بن مصطفى بن عبد الله بن محمود العبدلاني الكردي الدمشقي]
كان حسن الأوصاف، جميل الإنصاف، يميل إلى الحق ميل الصب الهائم، ولا تأخذ في الله لومة لائم، قرأ على العلماء الأفاضل، إلى أن حاز على أجل الفضائل، ولازم والدي مدة طويلة، واستجازه فأجازه إجازة عامة جليلة وكان محبوباً بين الناس، مشهوراً بالجمال والكمال والإيناس، كثير الطاعة والعبادة، حريصاً على الإفادة والاستفادة، مات في شهر رمضان سنة ثمان وسبعين ومائتين وألف ودفن بمقبرة باب الصغير قرب قبر الصحابي الجليل سيدنا بلال بن رباح الحبشي رضي الله تعالى عنه.