من العلماء الأفراد والفقهاء السادة الأمجاد، كان حسن الأخلاق قد علا قدره وفاق، وكان محمود السيرة ممدوح السريرة، قد سافرت وإياه سنة تسع وسبعين إلى القدس فرأيت من حسن حاله، واتساع باله، ما يوجب له حسن الثناء والمدح ويذهب عنه كل طعن وقدح، مات رحمه الله تعالى خامس عشر ربيع الثاني سنة تسع وسبعين ومائتين وألف ودفن في تربة باب الصغير.
[الشيخ سعدي بن مصطفى بن سعد بن عبده الدمشقي الحنبلي المعروف بالسيوطي]
العام العامل الهمام، ومفتي الحنابلة بدمشق الشام، ولد بدمشق خامس عشر شهر المحرم الحرام سنة ست وتسعين ومائة وألف من هجرة سيد الأنام، وأخذ عن الشيخ محمد الكزبري، والشيخ شاكر مقدم سعد والشيخ غنام الحنبلي، وغيرهم من السادة العلماء والقادة الفضلاء، وبرع وفاق وطار ذكره في الآفاق، وكان عالماً عاملاً زاهداً فاضلاً، عابداً تقياً صالحاً نقياً، رفيع المقام بديع الاحترام، تولى نظارة جامع بني أمية بعد وفاة والده سنة ألف ومائتين وثلاث وأربعين، وإفتاء الحنابلة وكان فائقاً في العلوم من منطوق ومفهوم، ولاسيما في علمي الحساب والفرائض فإن له بهما المعرفة التامة. ولم يزل على كماله إلى أن جذبته يد المنية إلى الدار العلية، في ذي الحجة الحرام سنة ألف ومائتين وست وخمسين ودفن في الدحداح.