جند الأرواح في تخبيره ... فهو مشغول بترتيب الجنود
مسلم أذكى مصابيح الهدى ... وبخاري الثنا بعد همود
وأحاديث على سلسلها ... ألحق الآباء منها بالجدود
حجة بالغة برهانها ... قام من غير دفوع وورود
توفي رحمه الله تعالى حادي وعشرين من ذي القعدة الحرام سنة ألف ومائتين وسبعين رحمه الله تعالى. وقد أرخ وفاته الإمام الأديب الشيخ عبد الباقي أفندي العمري المذكور آنفاً بقوله:
قبر به قد توارى خير مفقود ... فاغتم حزناً عليه كل موجود
أبو الثناء شهاب الدين فيه ثوى ... فيا لمثوى برفد الفضل مرفود
كجده كان سيفاً يستضاء به ... فحاز في الرشد حداً غير محدود
مضى تغمده المولى برحمته ... فليفتخر لحده فيه بمغمود
من بعده لا فقدنا من بنيه فتى ... لم يبك ميت ولم يفرح بمولود
تفسير روح معاني الذكر نضدها ... كعقد در بأيدي الفكر منضود
على تبحره في العلم شاهدة ... كفى بها شاهداً في حق مشهود
أجاب أعلام إيران بأجوبة ... برهانها غير مدفوع ومردود
حور الجنان به حفت مؤرخة ... جنات روح المعاني قبر محمود
ودفن رحمه الله تعالى بالقرب من الشيخ معروف الكرخي، وقبره مشهور يزار، وبلغ عمره نحو ثلاث وخمسين سنة.
[الشيخ محمود الصاحب أخو الشيخ خالد الحضرة]
العالم الكامل والعابد العامل، عمدة الأفاضل ونخبة ذوي الشمائل، ولد في بلدة السليمانية سنة ألف ومائتين، وقرأ القرآن والمحرر للإمام اليافعي الشافعي على السيد عبد الكريم البرزنجي، نسبة إلى قرية برزنجة من بلاد السليمانية، وقرأ على أخيه مولانا خالد، وأخذ عنه الطريقة النقشبندية