السيد جمال الدين بن المرحوم أحمد أفندي بن المرحوم يوسف أفندي المعروف بيوسف زاده
شيخ الإسلام والمسلمين، وصفوة العلماء المتقنين، منحة الدنيا وتحفة الدهر، ودوحة الفضائل التي لم تدخل تحت حصر، من طلعت ذاته الشريفة في سماء الكمال بدرا، وانتشرت صفاته المنيفة فعطرت الأرجاء براً وبحراً، وتشنفت المسامع بصنوف نعوته الدرية، وتشرفت البدائع والبدائه بانتسابها إلى براعته العلية.
هذا الذي قد فاز بالأماني ... وحاز قدراً ما له من ثان
كأنه في ناظر الزمان ... إنسان عين الحسن والإحسان
فلا ريب أنه كعبة المعالي، وحسنة محاسن الأيام والليالي، قد ولد هذا الفرد الكامل، والشهم الأوحد الجهبذ الفاضل، يوم الأربعاء تاسع جمادى الأولى سنة أربع وستين بعد المائتين والألف، وعين العناية والرعاية تحوطه من إمام وخلف، وفم الدهر ينادي، بين صاد وغادي:
قرت عيون المجد والكمال ... بمن بدا في ذروة الكمال
طالعة سعد السعود وله ... حظ ثوى في هامة المعالي
بشرى لذا العصر به بشرى له ... يا فوزه ببغية الآمال
ولم يزل بحمد الله ينمو، ويترقى على مدارج السيادة والسعادة ويسمو، إلى أن بلغ في العلوم والآداب مبلغ الأفاضل، ونبغ بين الخصوص والعموم في الشمائل وحسن الفضائل، وخدمته المناصب الداعية لترقيه إلى أعلى الرتب، فكان لها هذا المترجم نهاية الأمل وغاية الأرب، وحينما أشرقت بالعاصمة الإسلامية شمس علمه وآدابه، وزها نورها بباهر مظهر جنابه، وأسفر من خدر الفضل محيا صباحه، وظهر لنا من غرته بادر فلاحه ونجاحه، ورشحته المعارف لأعلى المناصب، ووشحته بوشاح التحلي بأثواب النفائس والرغائب، أجلسه سيدنا أمير المؤمنين السلطان عبد الحميد خان، على مهاد شيخة الإسلام بكل احترام وشان، وذلك في اليوم التاسع والعشرين من شهر محرم الحرام سنة ألف وثلاثمائة وتسع. فلا ريب