قد مات كهف العلم سلطان التقى ... حبر له المعقول والمنقول
سند السيادة والرياسة للورى ... قاصٍ ودانٍ فضله مأمول
صدر المجالس إن بدا فكأنه ... النعمان يروي عن عطا ويقول
بحر أفاض على الورى مدراره ... فروى العطاش زلاله المعسول
وتفجرت منه ينابيع حلا ... منها لوراد الهدى التعليل
بكت العيون على فراقك سيدي ... وبكاؤها لك بالدماء قليل
وافى ضياء الدين بدر زمانه ... قطب الوجود وللعلا إكليل
عند المليك الحق قد أضحى له ... في مقعد الصدق الأجل مقيل
هيهات إن جاد الزمان بمثله ... إن الزمان بمثله لبخيل
يا خالداً في حضرة القدس التي ... كم طاح دون فنائها مقتول
أدناك ربك منزلاً ترقى به ... فلك الشهود وكم بذاك نزول
وأباح روحك حضرة قدسيةً ... عند المهيمن ما لها تبديل
وأناخ سحب الفضل تهطل دائماً ... بفناء رمسك لا تكاد تزول
ما قال إسماعيل يرثي سيداً ... ما للجبال الراسيات تميل
والمراثي في حقه كثيرة، وهي به حقيقة وجديرة، أضربنا عن ذكرها خوف التطويل، على أن كثرة المدح، وإطالة الشرح في حقه أمر قليل.
[الشيخ خالد الجزيري النقشبندي الخالدي]
إمام قد تحلى بعقود الكمال، وتولى على روض البهاء والجمال، حميد الخصال، الذي لمعت في سماء الإجلال بوارقها، وطلعت في آفاق الكمال شوارقها، إن ذكر الفضل فهو من ذويه، أو امتدت سواعد البذل سبقها بالعطاء لمستحقيه، توشح بالعلم والعرفان، وتصفح وجوه مخدرات الفضائل فتخير لنفسه الحسان، وبعد أن فاق بالعلم والعمل، وحاز من التقدم في الطاعة والعبادة على الأمل، أخذ عن الأستاذ العارف بالله، والمتباعد عما سواه، مولانا خالد شيخ الحضرة النقشية، وإمام المعارف والرياضات