ولم يسبق إلى مثاله، جعله أبواباً وفصولاً وتفرغ لجمعه وتحريره عدة سنين، حتى جاء كتاباً وافياً مفيداً سهل المأخذ كثير الفائدة. وقدم دمشق ودخلها غير مرة، وسمع من أبي يحيى علاء الدين علي بن صادق الداغستاني، وسمع الكثير من العلماء واستفاد من فوائدهم، ثم ارتحل إلى حلب وامتحن لما قامت الأشراف وقوي جانبهم، وخرج من حلب واستقام مدة في مدينة صيدا وتلك النواحي، ثم دخل القسطنطينية، وكان قد مات والده في تلك الأيام واجتمع بعلمائها وأعيانها، وتقلبت به الأحوال بعد ذلك، واستقر آخر أمره في بلدته الشهباء إلى أن اخترمته المنية، سنة نيف وعشر ومائتين وألف ودفن هناك رحمة الله تعالى عليه.
[الشيخ الملا مصطفى بن جلال الدين الكلعنبري النقشبندي الخالدي]
العالم الفاضل الألمعي، والحبر الكامل المرشد اللوذعي، مرشد السالكين، ومفيد الواصلين، الخليفة لحضرة المولى الأستاذ، والحبر البحر الملاذ، حضرة مولانا خالد فخلفه عنه خلافة مطلقة وأذن له بالإرشاد، فأفاد بالشريعة والحقيقة حسب المراد، ولم يزل إلى أن توفي سنة ألف ومائتين و.
[الشيخ مصطفى زين الدين الحمصي صاحب معارضات الشيخ هلال]
لقد ترجمه الإمام الأديب، والهمام اللبيب، محمد خالد أفندي جلبي الحمصي بقوله: أديب فريد، وشاعر مجيد، كان رحمه الله أديباً عاقلاً فاضلاً، فطناً ذكياً ودوداً صالحاً ورعاً تقياً، ولد بحمص وبها نشأ، ولما