احترامه، وتقصده الوزراء والوجوه والكبراء، إلى أن توفي حادي عشر رجب سنة ثمان وثمانين ومائتين وألف، ودفن في مدفنه الذي بناه لنفسه في آخر تربة باب الله رحمه الله تعالى.
[الشيخ ظاهر باطن الدمشقي الصالحي]
كان رجلاً شهماً ذا مروءة ظاهرة، وشهامة باهرة، وأحوال عجيبة، وأمور غريبة. وكان مشهوراً بالكرامات وخوارق العادات، مع لطافة وجمال، واستقامة تدل على حسن الحال، وهو من التغلبيين الذين لهم في الشام شهرة كبيرة، ومناقب هي بكل مدح جديرة. وكان هذا المترجم حسن المعاشرة، جميل المذاكرة، كثير الوداد، بعيداً عن المناكدة والعناد، وكان مقصوداً في تيسير الحوائج، مطلوباً في الدعاء لنوال النتائج، ليس له غلظة ولا فظاظة ولا قباحة في الكلام، ولا مسبة ولا شتم ولا ما يوجب الملام، مع أن طور الجذب يغلب عليه، والناس من كل فج تأتي إليه. مات في سنة ألف ومائتين ونيف وتسعين رحمه الله تعالى.
[المرشد الكامل الشيخ ظافر بن محمد حسن بن حمزة ظافر المدني الشاذلي]
منبع عين الحقيقة، ومجمع بحري الشريعة والطريقة، إنسان حدقة الفضائل، وترجمان عرفان السادة الأفاضل، وحديثة الهدي والكمال، ومعدن الجود والنوال، من أجمع ذوو التحقيق على علمه وولايته، واجتمع أهل التدقيق على كمال فهمه ودرايته، ورفع الدهر قدره فأجله، وعرف ضده فأهانه وأذله، وخدمته السيادة فكانت له عبداً، ولاحظته العناية