الوحيد المكرم والنبيه المفخم، ولد سنة أربع وسبعين ومائة وألف، ونشأ في حجر والده، وحفظ القرآن وبعض المتون في صغره، وحفظ البرجلي والشاهدي، ومهر في اللغة التركية، وتفقه على أبيه وقرأ عليه علم الصرف، وحضر على بعض الأشياخ، ولازم الشيخ محمد الفرماوي وأخذ عنه النحو وقرأ عليه مختصر السعد وغيره برواق الجبرت بالأزهر، ثم تصدر للإفادة والمطالعة لطلبة الأتراك المجاورين برواق الأروام، وليس له تاجاً وفراجة، وعمل له مجلس وعظ على كرسي بالجامع المؤيدي وذلك قبل نبات لحيته، وكان وسيماً جسيماً بهي الطلعة أبيض اللون رابي البدن، فاجتمع لسماع وعظه ومشاهدة ذاته كثير من الناس من أبناء العرب والأتراك والأمراء والأجناد، فيقرر لهم بالعربي والتركي بفصاحة وطلاقة لسان، وممن كان يحضره علي آغا مستحفظان، وهام فيه وأحبه وصار يتردد إليه كثيراً، ويذهب هو أيضاً إلى داره كثيراً كما قيل في المعنى:
ولا عجب به إن همت وجداً ... فكم قد هام ذو وجد بواعظ
ووقع له بعد ذلك محن عظيمة، وهموم شديدة جسيمة، ثم أخذ همه في التلاشي حتى غار ما حياته، وانفلق عن الفتح باب قبره عند مماته، وهو مقتبل الشبيبة سنة سبع ومائتين وألف رحمه الله.
[السيد مصطفي الدمنهوري الشافعي المصري الأزهري]
العمدة الفاضل والتحرير الكامل، الفقيه العلامة، والهمام الفهامة، تفقه على أشياخ العصر وتمهر في المعقولات، ولازم الشيخ عبد الله الشرقاوي ملازمة كلية واشتهر بنسبته إليه، ولما ولي مشيخة الأزهر صار المترجم عنده هو صاحب الحل والعقد في القضايا والمهمات والمراسلات عند