يزل في بلده الخليل، ينشر لهم كل علم جليل، من معقول ومنقول، وفقه وحديث وفروع وأصول، مع غاية الاستقامة، وسلوك سبيل السلامة، أجزل الله أجره، وجعل الجنة مقره. توفي رحمه الله تعالى في أواخر رمضان عام ألف وثلاثمائة وسبعة عشر ودفن في مدفن أجداده رحمه الله تعالى.
[داود باشا والي مدينة بغداد دار الخلافة العباسية]
الإمام الألمعي، والهمام اللوذعي، حبر العلماء، وبحر اغتراف الفضلاء، ولد سنة ألف ومائة وثمان وثمانين، وهو من الكرج، ثم لما صار عمره إحدى عشرة سنة جلبه بعض النخاسين إلى بغداد، فاشتراه مصطفى بيك الربيعي ثم اشتراه منه سليمان باشا والي بغداد، فرباه وأحسن تربيته، وعلمه القرآن والكتابة وأنواع العلوم، إلى أن شهد له الخاص والعام، بأنه فاق في زمانه على العلماء الأعلام، وقد جود القرآن العظيم على شيخ القراء في بغداد محمد أمين أفندي الموصلي، ثم قرأ علم النحو والصرف على المنلا حسن بن محمد علي الزوزوجي، وقرأ المطول على المنلا محمد أسعد بن عبيد الله، وقرأ على الحافظ أحمد مدرس السليمانية علوماً جمة، منها علم التصوف والحقائق، وقرأ أيضاً المطول، وعلم آداب البحث والمناظرة وعلم البيان والمعاني، وشرح المواقف على المنلا أسعد بن عبيد الله بن صبغة الله مفتي الحنفية والشافعية في بغداد، وعليه تخرج في سائر العلوم، وعد من كمل الرجال أهل الكمالات الموصوفين بالدقة وعلو الفهم والمباحثة والمناظرة، وقرأ أيضاً على صبغة الله بن مصطفى الكردي، وأجازه المذكورون وغيرهم بالإجازة الخاصة والعامة. ومن جملة من أجازه أيضاً الإمام العالم العلامة السيد زين العابدين بن جمل الليل المدني، والإمام