الثانية من ليلة الاثنين في الليلة التاسعة والعشرين من ربيع الآخر سنة إحدى وتسعين ومائتين وألف ودفن في مقبرة باب الصغير.
[القاضي شمس الدين محمد أفندي الجابي الحنفي العثماني الدمشقي]
عين أعيان الذوات الدمشقية، وحلية سادات الأقطار الشامية، روض المعارف والإجلال وروح دوح المطارف والأفضال، ذو الأوصاف العلية والأحوال الجلية، بدر ذوي التحقيق المستضاء بنور أفضاله، وشمس أولي التدقيق المستنار بإشراق سناء كماله، الجامع بين طرفي المنقول والمعقول، والقاطف بأنامل إفهامه ثمرات الفروع من رياض الأصول، ولد عام مائتين وثمانية بعد الألف. وقرأ على والدي المرحوم كتباً جمة، وفنوناً عديدة بكل جد وهمة، وكان جل انتفاعه عليه، وأكثر تردده إليه، ثم توجهت إليه عين عناية المناصب، وخطبته لترتفع به على أعلى المراتب، فذهب إلى بغداد قاضياً، ثم بعدها توجه إليه قضاء المدينة المنورة. وفي شوال عام اثنين وتسعين ومائتين وألف وجه عليه قضاء الاستانة العلية، وأرسل لحضرته الفرمان العالي الشان مع نيشانين فاخرين، وألبسة رسمية، وعند حضور ذلك حضر الوزراء الفخام والأعيان الكرام، للتبريك له بذلك، فكان فرد الشام وعمدة الأعيان العظام، مات رابع شهر رمضان المبارك سنة ألف ومائتين وثمان وتسعين، ودفن في مقبرة باب الصغير رحمه الله تعالى.