ومن شرطه لا اغترار بكل ما ... يسطر في كتب إلى أن ينقرا
فهذا سبيل الراسخين سلكته ... مخافة يوم العرض من وصمة الفرى
وأهدي صلاة من سلام لأحمد ... وآل وصحب ما رياض تعطرا
تذييل: لا يغتر بأحاديث الخطب ولا كتب التواريخ ولا القصص ولا الرقائق ولا كتب اللغة حتى تراجع أصولها، وتحقق فصولها، وهذا المقام واسع المدى فياض الندى، وفي هذا القدر كفاية والله ولي العناية، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ما طابت بذكره الأفواه، قال مؤلفها رحمه الله: تمت في ذي القعدة سنة ١١٧٢ وقد تم نقلها من نسخة منقولة عن نسخة مؤلفها.
توفي المترجم المرقوم رحمه الله تعالى بعد المائتين بقليل ولم أقف على مكان موته ودفنه.
الشيخ محمد سعيد أفندي بن الشيخ عبد الستاربن الشيخ إبراهيم الأتاسي الحنفي مفتي مدينة حمص الشامية
عالم لا يبارى وفاضل في ميدان الفضائل لا يجارى، ولد سنة أربع عشرة بعد المائتين والألف ونشأ في حجر والده المرقوم، فأخذ عنه أكثر المتداول من الكتب والفنون، إلى أن صار كعبة المسائل وبغية المقاصد والوسائل، نافذ القول، قوي القوة بالقوي المتين والحول. وكان رحمه الله مهاباً جسوراً فصيح اللسان، وولي منصب الإفتاء في حمص عن أهلية واستحقاق. وله شعر أرق من نسيم الصبا ونثر ألطف من خلع العذار في زمن الصبا، وتحقيقات أنيقة وأبحاث رقيقة، وتقييدات علية وتدقيقات سنية. ولم يزل مثابراً على السلوك في منهج الفضائل مقصوداً لحل مشكلات السادة الأفاضل، إلى أن ألحقته المنية بمن مضى وأحلته في ساحة العفو والرضى. وذلك غرة محرم الحرام سنة ست وسبعين بعد المائتين والألف من هجرة سيد الأنام.