في لسانه مصورة منظومة. " إلى أن قال ": اجتمعت به سنة أربع عشرة بعد المائتين والألف فرأيته قد استكمل من الكمال أعلاه ومن العلم أولاه. طلب العلوم على جهابذة سادة وأفاضل قادة، وكان لطيف المجالسة حسن المؤانسة، له شعر ذو أمثال سائرة، وتشبيهات بديعة نادرة، وفوائد أدبية ونوادر قريضية:
وإذا نظرت إلى نوادر شعره ... أبصرت فيه فصاحة لا توصف
يذر النوادر للبيان كأنها ... درر بعقد أو جمان يوصف
تولى قضاء البصرة مرتين، فكان للقضاء والحكم بالحق قرة عين. وقد مدحه عثمان أفندي سند سنة ألف ومائتين واثنتين وثلاثين بقوله:
حكم إذا حققت فيه رأيته ... لا جهل فيه ولا تعسف أو شطط
كم حكمة أبدى لنا في مشكل ... لو لم يزله لكان ليلاً لم يمط
ما أشار إلى معنى إلا أبداه ولا مشكل إلا أجاب إذا ناداه، ولا غرو فآباؤه كلهم نجوم، وأعمامه ولاة المنثور والمنظوم. توفي رحمه الله بعد الخمس والثلاثين والمائتين والألف. رحمه الله تعالى.
[عبد القادر بن أحمد بن محمد بن مسلم بن إبراهيم بن عيسى بن مسلم الصمادي]
القادري شيخ الطائفة الصمادية بدمشق الشام، ومرشد الفرقة القادرية ذات الاحترام، كان مستقيم الأطوار مقصوداً لبلوغ الأوطار، مشتغلاً بالطريق والاستعداد حسن السلوك والإرشاد، زاهداً عابداً خاشعاً متواضعاً، نبيهاً فقيهاً عالماً بعلمه فائقاً في فهمه. مات سنة ثمان وعشرين ومائتين وألف، ودفن في باب الصغير قرب قبر الشمس الكزبري.