مني ذلك حقد علي، وصار يتفقد فرصة يوجه بها سهام أذيته إلي.
وكانت وفاته بدمشق في الليلة الثانية والعشرين من رمضان المبارك ليلة الثلاثاء نصف الليل سنة تسعين ومائتين وألف، ودفن في مرج الدحداح بالذهبية، وكانت جنازته حافلة، وخلف ثلاثة أولاد من خلف مثلهم ما مات، نسأل الله العفو والعافية، والنعمة الكافية الوافية.
[السيد محي الدين بن السيد مصطفى بن السيد محمد المغربي الجزائري المالكي]
الشيخ العالم العامل، والفرد الأوحد الفاضل، بقية السلف الصالحين، وقدوة الأولياء العارفين، روح مجمع أهل الكمال، ودوح أهل المعارف والأحوال، وتاج الأتقياء، وعلم الأصفياء، وسراج الأولياء، ومربي المريدين والفقراء، غيث الأنام وغوث الإسلام، وبقية السلف وعمدة الخلف، محيي معالم الطريق بعد دروسها. ومظهر آيات التوحيد بعد أفول أقمارها وشموسها، خلاصة أهل العرفان والمتخلق بمقام الإحسان، فريد أهل التحقيق في المعارف، ووحيد أهل التدقيق في العوارف، من تفجرت ينابيع الحكم على لسانه، وفاضت عيون الحقائق من خلال جنانه، وانبثت أشعة أنواره في الكائنات، وانبعثت جيوش أسراره في الموجودات، وتوالت هباته وتواصلت بركاته، وسطت شموس معارفه وزكت عروس عوارفه، فهو الذي خطف بيد مواهبه قلوب السالكين، فعكف بها في مساجد المشاهد ورقا بأرواح المريدين، العفيف الحسيب والشريف النسيب. ينتهي نسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد تقدم نسبه مسلسلاً في ذكر ترجمة ولده الأمير السيد عبد القادر فارجع إليها إن أردتها.