للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالهواء البسيط في جمرة القي ... ظ سموم وفي الربيع نسيم

وابغ منهم مجانساً يوجب الض ... م فقد يصحب الكريم الكريم

واعتبر حال عالم الطير طرا ... كل جنس مع جنسه مضموم

فخضعوا إليه وخفضوا رؤوسهم، وأطاعوه وجعلوه رئيسهم، وشدوا في وسطهم الإزار، للإعانة والانتصار، وتوجه كل منهم إلى مكان، يمدحه فيه ويقول ليس في الإمكان، فعلا قدره وانتشر في الناس ذكره، إلى أن صار إذا عمل أكبر الكبائر يقول الناس هذه لا تعد من الصغائر، لأن الشيخ له أحوال، لا نعرف ما يقصد عند بعض الأفعال، فهو من أهل الكشف والشهود، ونحن من أهل الحجاب المسدول والممدود!! فحينئذ أطلق أقواله وأظهر أفعاله، وأتى بما لا يصدر مثله عن أهل الشقا فضلاً عن ذوي الطاعة والتقى، وما ضره إلا من كان يجلس حوله، ويستصوب له قوله وفعله:

لعمرك لا يغني الفتى طيب أصله ... وقد خالف الآباء في القول والفعل

فقد صح أن الخمر رجس محرم ... وما شك خلق أنه طيب الأصل

فسلك سبيل خلاف الصواب، معتمداً على شهرته من غير ارتياب:

ما كل من حسنت في الناس سمعته ... وحاز ذكراً جميلاً أدرك الأملا

فالإنسان كل الإنسان، هو الذي كل أعماله قد وزنت بميزان، فلا يعتمد على قول أي قائل زان أو شان، إلا أن وجده موافقاً للسنة والقرآن.

هذا وإني مرة قد دخلت إلى داره ومحل قراره، فما زال يذكر لي العلماء والسادة الفضلاء، إلى أن توصل إلى ذم الفاضل الأوحد، والعالم العامل المفرد، قطب الأولياء، وكعبة الأصفياء، سيدي الشيخ خالد شيخ الحضرة النقشبندي؛ فطعن في حقه وأكثر، فما وسعني إلا أن قلت الله أكبر؛ وفارقته وأنا مما صدر في غاية الهم والكدر، فلما رأى

<<  <   >  >>