وكانت لها حلة مع صفا ... عن القلب ما زال تجلو الصدا
لقد فارقتني بلا باعث ... وداع إلى نقض ذاك الهوى
وما لاحظت خدمتي كالعبيد ... ولم توف أصلاً عهود الحمى
ولي دونها هيأة الاضطراب ... كحوت عن الماء جاز الثرى
جرى من عيوني سيول الدما ... إلى الله أشكو جرى ما جرى
فيا ثاقب اصبر ولا تجزعن ... لأن النسا قل فيها الوفا
انتهى. مات المترجم عي أوائل القرن الثالث عشر.
[المولوي محمد باقر النوايتي المدراسي]
قد ترجمه صاحب الحديقة فقال: نابغة الدكن وجريرها، وريحانة الظرائف وزهيرها، بقر الفنون بأنفاسه الطويلة في النثر والنظم، وذبح الطروس بنفائس المدائح وزخارف الذم، فأهدى إلى السواد الأعظم المدح المليح، وأزجى إلى الفرقة الإمامية الذم القبيح. فمن لطائف نثره ما كتبه إلى السيد العلامة الأديب صفي الإسلام، مفتي الشافعية بالمدينة المنورة أخبرنا بن علوي باحسن جمل الليل:
سلام به نور المحبة لامع ... ونشر تباشير الهوى منه ساطع
على من جميل خلقه الذكي هو المسك ما كررته يتضوع، وحسن صيته العلي كبرق بدا من جانب الغور يلمع، المتروي بمنهل المجد الروي والمتحلي بملبس الشرف الجلي، الرافل في مطارف النسب الفاخر والحافل بطرائف الحسب الزاهر. المتسم ذروة العز الشامخ المتسلم لصفوة الفخر الباذخ، المتميز بمزايا الشيم الرضية والمتحيز بزوايا الهمم السنية، نخبة الفضلاء الأمجاد