فلعمري ما قلته ليس شعراً ... بل نباح وأنت كلب بن كلبه
ثم أستغفر الله مما ... قد جناه اللسان إن كان سبه
وله في إسماعيل أفندي الكدار:
يا خليلي أفديك من كدار ... كوسج الذقن عاري الذقن شعرا
من يكن قرنه كقرنك هذا ... فليكن بيته كإيوان كسرى
ولم يزل رافلاً في حلل السعادة، حتى حلت بساحة شبابه الشهادة وتوفي مطعوناً بمليج وهو ذاب لموسم المولد الأحمدي بطندتا في شهر رجب وقد ناهز الأربعين، وحضروا به إلى مصر محمولاً على بعير، فغسل وكفن ودفن بها عند والده سنة أربع ومائتين وألف.
[الشيخ عثمان بن محمد الحنفي المصري الشهير بالشامي]
الإمام الكامل، والهمام الفاضل، قال الجبرتي: ولد بمصر وتفقه على علماء مذهبه كالسيد محمد أبي السعود والشيخ سليمان المنصوري والشيخ حسن المقدسي والشيخ الوالد حسن الجبرتي، وأتقن الآلات، ودرس الفقه في عدة مواضع وبالأزهر وانتفع به الناس، وقرأ كتاب الملتقى بجامع قوصون، وكان له حافظة جيدة واستحضار في الفروع، ولا يمسك بيده كراساً عند القراءة، ويلقي التقرير عن ظهر قلب مع حسن السبك، وألف متناً مفيداً في المذهب. ثم حج وزار قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقطن بالمدينة، وطلب عياله في ثاني عام وباع ما يتعلق به وتجرد على المجاورة، ولازم قراءة الحديث والفقه بدار الهجرة، وأحبه أهل المدينة وتزوج وولد له أولاد ثم تزوج بأخرى، ولم يزل على ذلك حتى توفي في السنة العاشرة والمائتين والألف، ودفن في المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام.