وكان رئيس علماء الحجاز، ومقدمهم في الحقيقة والمجاز، وكانت الإمارة الحجازية تنظر إليه بعين الرعاية، وتضمه إليها ضم العناية، ولم يزل مقامه يعلو، وقدره يسمو، إلى أن اختارته الآخرة، للمراتب الفاخرة، توفي رحمه الله تعالى في المحرم سنة أربع وثلاثمائة وألف ودفن في البلد الحرام، في مقبرة المعلى ذات المقام أعلى الله مقامه، وبلغه مرامه.
الشيخ أحمد بن عبد القادر بن أحمد بن محمد الاعزازي الحنفي المكتبي وكنيته أبو العباس
الفقيه البركة الصالح الفالح الناجح. مولده بعزاز قصبة قرب كليس سنة خمس وأربعين ومائة وألف، وقرأ القرآن العظيم وحفظه وجوده وتفقه على أبي محمد عبد الغني المفتي وعلى أبي عبد الله محمد المؤذن وأخذ عنهم، وقرأ على غيرهم واستقام بحلب مدة عمره، وكان يقرىء الأطفال القرآن العظيم مستقيماً على وظائف العبادة والطاعات قائماً بها، كثير الديانة والتقوى، واعتقده الناس وأحبوه، واشتهر صلاحه وورعه بين العموم، وأخذ عنه محمد خليل أفندي المرادي واستجازه. وما زال على تقواه واستقامته إلى أن توفي عام ألف ومائتين وخمسة عشر تقريباً.
[الشيخ أحمد بن عبد الله بن منصور الحلبي البابلي الشافعي الأشعري]
الفقيه الصوفي العالم العامل؛ الورع الزاهد العابد الفاضل الكامل، ولد سنة إحدى وثلاثين ومائة وألف ونشأ في طلب العلم، وكان جيد القريحة سريع الفهم، أخذ الفضائل عن جملة من الأفاضل، منهم أبو محمد عبد القادر المخلي ومحمد بن حسين الزمار والبدر حسن السرميني والنور علي الآلتونجي وصالح بن رجب المواهبي وولده محمد وأبو الثناء محمود بن شعبان البزستاني وقاسم بن محمد البكرجي وأبو اليمن محمد