ما بين طلعة بدر تم مشرق ... زاهي الجبين وليل شعر أجعد
فتاكة فتانة مأسورها ... لا يفتدي وقتيلها لا يستدي
إن أقبلت فتنت وإن ولت سبت ... مهج الأراقم دون نيل المقصد
تدني وتبعد بالذي تومي به ... لأخي العفاف وللبغي الأنكد
فتظنها من ثم غير عصية ... وتخالها من ههنا كالعضلد
وتروضها كخليستين عروبة ... غض المساس وحيزبون علكد
لا ينقضي من حبها وطر ولا ... يدنو لها بالغي عزم مجرد
وهي قصيدة طويلة تزيد على المائة وثلاثين بيتاً وتخلص بها لمديح السيد أحمد الرفاعي قدس الله تعالى سره. وله قصائد كثيرة وأشعار شهيرة. ولقد اجتمعت به في الآستانة عام ألف وثلاثمائة وسبعة، فوجدته قد تغير عن حاله، وتبدل الجلال عن جماله، وغلب عليه الجفا بعد ما كان عليه من الوداد والوفا، واللطف والصفا، فسبحان من لا تغيره الأزمان، ولا يحكم عليه وقت ولا أوان.
[الشيخ يحيى الجابي المدني]
ترجمه صاحب اللئالي الثمينة في أعيان شعراء المدينة، فقال: الأديب الذي كنهور ذهنه بالمحاسن هامي، وألفاظه تسكر الأسماع كابنة العنب ولا ينكر السكر من الجامي فكل بيت من أبياته راووق مدام