الشيخ محمد السقاط الخلوتي المغربي الأصل ثم المصري خليفة الشيخ محمود الكردي
قال الإمام الجبرتي: العمدة الصالح الورع الصوفي الضرير نزيل مصر، جاور بالأزهر وحضر على الأشياخ في فقه مذهبه وفي المعقول، وأخذ الطريق على شيخنا الشيخ محمود المذكور، ولقنه الأسماء على طريق الخلوتية والأوراد والأذكار، وانسلخ من زي المغاربة وألبسه الشيخ التاج، وسلك سلوكاً تاماً، ولازم الشيخ ملازمة كلية بحيث أنه لا يفارق منزله في غالب أوقاته، ولاحت عليه الأنوار وتحلى بحلل الأبرار، وأذن له الشيخ بالتلقين والتسليك. ولما انتقل شيخه رحمه الله تعالى صار هو خليفته بالإجماع من غير نزاع. وجلس في بيته وانقطع للعبادة، واجتمع عليه الجماعة في ورد العصر والعشاء، ولقن الذكر للمريدين وسلك الطريق للطالبين، وانجذبت القلوب إليه واشتهر ذكره وأقبلت عليه الناس، ولم يزل على حسن حلاه، حتى توفي في منتصف شهر ربيع الأول سنة تسع ومائتين وألف، وصلى عليه في الأزهر الجم الغفير رحمه الله تعالى.
الشيخ محمد شمس الدين بن عبد الله بن فتح الفرغلي المحمدي الشافعي السبرباني المصري
نسبة إلى سبرباي قرية بالغربية قرب طندتا وبها ولد، ونسبه يرجع إلى القطب سيدي الفرغلي المحمدي من ولد سيدنا محمد بن الحنفية، قال الجبرتي في ترجمته: هو العمدة الفاضل والصفوة الكامل، العالم الفقيه والعامل النبيه، تفقه على علماء عصره وأنجب في المعارف والفهوم وعانى الفنون، فأدرك من كل فن الحظ الأوفر، ومال إلى فن الميقات والتقاويم فنال من ذلك ما يرومه، وألف في ذلك وصنف زيجاً مختصراً دل على سعة باعه