[الشيخ عبيد الله بن عبيد الله بن صبغة الله بن إبراهيم الحيدري]
العالم الذي ترك الدنيا وراءه، وطوى على محبة الآخرة أحشاءه، أعمل نفسه في المجاهدة والرياضة، لكي يروي من ماء الوصول إلى الله رياضه فمنع الطرف الكرى، وحمد مع القوم السرى، وتعانى العلوم الرسمية، ثم أقبل على العلوم الإلهية، قرأ القرآن وهو ابن ثمان أو سبع، وتعانى تحصيل الفضائل فاجتمعت عنده أي جمع، وأخذ عن نادرة الزمان، وشيخ الوقت والأوان، مولانا الشيخ خالد الطريقة النقشبندية، فنال منها غاية المراد والأمنية، إلى أن صار خليفة شيخه في زورائه، وعين وجوه أتباعه وأوليائه، يدعو إلى طريقته الخالدية، واقتفاء آثاره المرضية، مع تواضع وأدب، وهمة في الإقبال والطلب، ولقد مدحه عثمان أفندي سند سنة ألف ومائتين وثلاث وثلاثين بقصيدة أولها وهي طويلة:
أناس دعاهم للمعالي عليهم ... وأخلصهم للعلم موسى وجعفر
إذا افتخروا فالفخر فيهم ومنهم ... ومن جده المختار لا شك يفخر
توفي رحمه الله تقريباً سنة ألف ومائتين ونيف وأربعين.
[الشيخ عبد اللطيف بن مصطفى بن حجازي بن محمد بن عمر الحلبي الحنفي]
أبو محمد زين الدين الفقيه الصالح الدين، مولده سنة إحدى وثلاثين ومائة وألف، وقرأ القرآن العظيم وتلاه مجوداً واشتغل بالأخذ والقراءة