ولد سنة ألف ومائة وخمس وخمسين، ونشأ ناهجاً منهج الكمال إلى أن بلغ أوج الاعتدال، وكان عالماً لطيفاً فاضلاً شريفاً، من أكابر الأعيان ذوي القدر والشان. مات رحمه الله سنة اثنتين وأربعين ومائتين وألف، ودفن في مقبرة الدحداح وكتب على قبره:
حسب الحسيبي الانتماء لمن غدا ... يغدو شفيع المنتمي والأجنبي
لا سيما وهو السمي لجده ... صنو النبي الهادي علي المنصب
بوفاته وافته رحمة ربه ... وحباه مولاه الرضى مع من حبى
مذ للبقاء الداعي دعاه مؤرخاً ... جنات عدن قد زهت بابن النبي
[الشيخ علي الشهير بالطحان الأزهري المصري]
قال الجبرتي: الإمام العلامة الفقيه، النحوي الأصولي الجدلي، النحرير الفصيح المتقن المتفنن حضر شيوخ العصر، ولازم الشيخ الملوي والجوهري، وكان معيد الدروس الأخير وبه تخرج، وكان يقرأ الكتب ويقرر الدروس بدون مطالعة، إلا أن كان يغلب عليه الملل والسآمة وحب البطالة غالب أيامه، ولا يتعفف عن الدنيا من أي وجه كان، ويطلبها وإن قلت، وكانت سليقته جيدة في النثر والنظم.