المبعوث إلى كافة الأمم، وآله وصحبه الذين نبغوا من ضئضئ الكرم، وفازوا بأعلى درجات الحكم. وبعد فهذا الكتاب المسمى " بحديقة الأفراح لإزاحة الأتراح " المحتوي على مباهج قرائح البلغاء، المشتمل على نتائج أفكار الفصحاء، تذكرة لأولي الألباب، وتبصرة لذوي الآداب، قد ألفه الإمام البارع اللوذعي الألمعي، وحيد عصره وفريد دهره، العالم الرباني الأوحد الأديب الأمجد، الشيخ الأجل أحمد بن محمد الأنصاري اليمني الشرواني، لا زالت إفادته شاملة للخواص والعوام ما دامت غياهب الليالي وأنوار الأيام.
وله نثر فائق وشعر رائق، غير أني لم أقع منها إلا على ما كان باللغة الفارسية فلم أكتبه. توفي المترجم المرقوم رحمه الله تعالى سنة ألف ومائتين ونيف وثلاثين.
[علي بن محمد العنسي جمال الدين اليمني]
هو من رجال الحديقة وأهلها ذوي الآداب الأنيقة، فقال في ترجمة المرقوم الذي هو في سلك الأفاضل منظوم: علي المجد والمقام واحد في صناعة النثر والنظام، ثمرات أفنان نفائس آدابه فرائد، وجداول طيباته جارية بالجواهر لكل ملم بغياض فنونه ووارد، ألفاظه بخندريس الرقة وشراب الجزالة ممزوجة، ومعانيه الباهرة يبهر حسنها عقل من شاهد مروجه. فمن لطائفه قوله مجاوباً الفقيه الأديب أحمد الرقيحي: