أم توخيت أن غيري أولى ... لقديم الوداد حاشا وكلا
كنت أرضى بأن تشرف قدري ... بعبور بقدر أهلاً وسهلا
فقليل منكم كثير ولكن ... فات ما فات وانقضى وتولى
فمن الفضل أن تعود وإن ... تجير ما كان يا أعز الأخلا
ومن لطائفه رحمه الله ما كتبه إلى القاضي العلامة محمد بن أحمد مشحم رحمه الله تعالى
مضى الدهر والشوق المبرح لم يزل ... يحث ولم أبلغ مناي ولا قصدي
ومرت دهور في لعل وفي عسى ... ولم تنتج الأقدار من ذاك ما يجدي
فهل حيلة للوصل يا غاية المنى ... تبلغ ما أهوى وتنجز لي وعدي
فإن تعلموا من ذاك شيئاً فأرشدوا ... فإني مستفت لعلمك مستهدي
عليكم سلام من أخي لوعة له ... إلى وجهك الوضاح شوق بلا حد
ودم في نعيم لا يشاب بنقمة ... وصار لك الدهر المعاند كالعبد
[إسحاق بن يوسف اليماني]
سيد إمام عصره وفريد قطره ومصره، لم يكن له في وقته مماثل ولا في فضائله معادل، فهو بغية المستفيد ورب الكمال الباهر والرأي السديد، قد شهد له الفضل بأنه خير أربابه، وأقر البلغاء بقصورهم عن درجة علمه وآدابه، نثره عزيز ونظمه أعز من الذهب الإبريز، فمن لطائفه وجميل طرائفه قوله:
جسدي واه ودمعي مرسل ... كاللآلي راوياً عن شنبك
أنت نصب العين مني دائماً ... لم تزل في لحظة عن منصبك
طمعي عيشي هيامي كلفي ... فيك في وصلك من أجلك بك
لو رأى يا ليل بدري لاختفى ... بدرك الباهي السنا في حجبك