وخمسين بعد المائتين والألف رتب مرتبات للعلماء والخطباء بالحرمين الشريفين، وللقائمين بخدمة المسجدين الشريفين مثل المؤذنين والفراشين والكناسين والبوابين، وجعل للجميع مرتبات جزيلة من النقود الجليلة، بعضها شهريات وبعضها سنويات، واشترى لذلك عقارات كثيرة، وأوقفها ليصرف من غلاتها جميع المرتبات المذكورة، فصارت حسنة جارية إلى هذا الوقت يحصل منها كمال النفع والإعانة للمذكورين على معاشهم، ومن وقت هذا الترتيب كان ابتداء وضع المدير والمديرية بمكة والمدينة، ولم يكن ذلك موجوداً قبل ذلك، قم إن ولده مولانا السلطان عبد المجيد ضم إلى ذلك الترتيب مثله في مدة سلطنته، وكانت مدة سلطنة السلطان محمود اثنتين وثلاثين سنة وعمره خمس وخمسون سنة، وكانت وفاته تاسع عشر ربيع الأول سنة خمس وخمسين ومائتين وألف.
[الشيخ محمود بن محمد بن علي الأنطاكي الحنفي]
الإمام العلامة والهمام الفهامة، أحد السادة الأعلام والقادة الكرام، الفاضل المتقن والكامل المتفنن. ولد سنة أربعين ومائة وألف، وقرأ على جماعة من الأفاضل ذوي المعرفة والفضائل، وانتفع بالعلامة أبي محمد الحسن الأنطاكي وتفوق واشتهر، وأقرأ ودرس ولزمه جماعة من أهل العلم وتخرجوا على يديه، وانتفعوا كثيراً عليه، وأخذ عنه وسمع من فوائده العلامة محمد خليل أفندي المرادي سنة ألف ومائتين وخمس، ومات المترجم بعد ذلك رحمه الله تعالى.
[السيد محمود بن المرحوم السيد نسيب أفندي مفتي دمشق الشام]
إمام تصدر في محراب العلم والإمامة، وهمام تسنم صهوة جموع الفضل